القول في تأويل قوله تعالى: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص يقول تعالى ذكره للقائلين: لو علمنا أحب الأعمال إلى الله لعملناه حتى نموت: إن الله أيها القوم يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم، يعني في طريقه ودينه الذي دعا إليه

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِلْقَائِلِينَ: لَوْ عَلِمْنَا أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ لَعَمِلْنَاهُ حَتَّى نَمُوتَ: {إِنَّ اللَّهَ} [البقرة: 20] أَيُّهَا الْقَوْمُ {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ} [الصف: 4] ، يَعْنِي فِي طَرِيقِهِ وَدِينِهِ الَّذِي دَعَا إِلَيْهِ {صَفًّا} [الكهف: 48] يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّهُمْ يُقَاتِلُونَ أَعْدَاءَ -[611]- اللَّهِ مُصْطَفِّينَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015