الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا -[569]- إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الممتحنة: 6] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ: يَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا بِكَ فَجَحَدُوا وَحْدَانِيَّتَكَ، وَعَبَدُوا غَيْرَكَ، بِأَنْ تُسَلِّطَهُمْ عَلَيْنَا، فَيَرَوْا أَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ، وَأَنَا عَلَى بَاطِلٍ، فَتَجْعَلُنَا بِذَلِكَ فِتْنَةً لَهُمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.