الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنَ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} يَقُولُ: اتَّخَذُوا الْمَدِينَةَ مَدِينَةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَنُوهَا مَنَازِلَ، وَالْإِيمَانَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ قَبْلِهِمْ يَعْنِي: مِنْ قَبْلِ الْمُهَاجِرِينَ، يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ: يُحِبُّونَ مَنْ تَرَكَ مَنْزِلَهُ، وَانْتَقَلَ إِلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَعُنِيَ بِذَلِكَ الْأَنْصَارُ يُحِبُّونَ الْمُهَاجِرِينَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.