وقوله: لعذبهم في الدنيا يقول تعالى ذكره: ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء من أرضهم وديارهم لعذبهم في الدنيا بالقتل والسبي، ولكنه رفع العذاب عنهم في الدنيا بالقتل، وجعل عذابهم في الدنيا والجلاء ولهم في الآخرة عذاب النار مع ما حل بهم من الخزي في الدنيا

وَقَوْلُهُ: {لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} [الحشر: 3] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ} [الحشر: 3] مِنْ أَرْضِهِمْ وَدِيَارِهِمْ {لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} [الحشر: 3] بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ، وَلَكِنَّهُ رَفَعَ الْعَذَابَ عَنْهُمْ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ، وَجَعَلَ عَذَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْجَلَاءَ {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ} [الحشر: 3] مَعَ مَا حَلَّ بِهِمْ مِنَ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا بِالْجِلَاءِ عَنْ أَرْضِهِمْ وَدُورِهِمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015