القول في تأويل قوله تعالى: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور يعني تعالى ذكره: ما أصابكم أيها الناس من مصيبة في أموالكم ولا في أنفسكم، إلا في كتاب قد كتب ذلك فيه من قبل أن نخلق نفوسكم لكيلا تأسوا يقول: لكيلا

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 23] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ: مَا أَصَابَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي أَمْوَالِكُمْ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ، إِلَّا فِي كِتَابٍ قَدْ كُتِبَ ذَلِكَ فِيهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَخْلُقَ نُفُوسَكُمْ {لِكَيْلَا -[421]- تَأْسَوْا} [الحديد: 23] يَقُولُ: لِكَيْلَا تَحْزَنُوا {عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [آل عمران: 153] مِنَ الدُّنْيَا، فَلَمْ تُدْرِكُوهُ مِنْهَا {وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23] مِنْهَا وَمَعْنَى قَوْلِهِ: {بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23] إِذَا مُدَّتِ الْأَلِفُ مِنْهَا: بِالَّذِي أَعْطَاكُمْ مِنْهَا رَبُّكُمْ وَمَلَّكَكُمْ وَخَوَّلَكُمْ؛ وَإِذَا قُصِرَتِ الْأَلِفُ، فَمَعْنَاهَا: بِالَّذِي جَاءَكُمْ مِنْهَا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015