الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [الحديد: 18] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {اعْلَمُوا} [المائدة: 98] أَيُّهَا النَّاسُ {أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ} [الحديد: 17] الْمَيْتَةَ الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا {بَعْدَ مَوْتِهَا} [البقرة: 164] يَعْنِي: بَعْدَ دُثُورِهَا وَدُرُوسِهَا، يَقُولُ: وَكَمَا نُحْيِي هَذِهِ الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ بَعْدَ دُرُوسِهَا، كَذَلِكَ نَهْدِي الْإِنْسَانَ الضَّالَّ عَنِ الْحَقِّ إِلَى الْحَقِّ، فَنُوَفِّقَهُ وَنُسَدِّدَهُ لِلْإِيمَانِ حَتَّى يَصِيرَ مُؤْمِنًا مِنْ بَعْدِ كُفْرِهِ، وْمُهْتَدِيًا مِنْ بَعْدِ ضَلَالَةٍ