وقوله: يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها يقول تعالى ذكره مخبرا عن صفته، وأنه لا يخفى عليه خافية من خلقه يعلم ما يلج في الأرض من خلقه يعني بقوله: يلج يدخل وما يخرج منها وما ينزل من السماء إلى الأرض من شيء قط وما يعرج فيها فيصعد إليها من الأرض وهو معكم

وَقَوْلُهُ: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} [سبأ: 2] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ صِفَتِهِ، وَأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ مِنْ خَلْقِهِ {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ} [سبأ: 2] مِنْ خَلْقِهِ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {يَلِجُ} [الأعراف: 40] يَدْخُلُ {وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ} [سبأ: 2] إِلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءِ قَطُّ {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} [سبأ: 2] فَيَصْعَدُ إِلَيْهَا مِنَ الْأَرْضِ {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4] يَقُولُ: وَهُوَ شَاهِدٌ لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَيْنَمَا كُنْتُمْ يَعْلَمُكُمْ، وَيَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ، وَمُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ، وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ السَّبْعِ {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 265] يَقُولُ: وَاللَّهُ بِأَعْمَالِكُمُ الَّتِي تَعْمَلُونَهَا مِنْ حَسَنٍ وَسَيِّئٍ، وَطَاعَةٍ وَمَعْصِيَةٍ، ذُو بَصَرٍ، وَهُوَ لَهَا مُحْصٍ، لِيُجَازِيَ الْمُحْسِنَ مِنْكُمْ بِإِحْسَانِهِ، وَالْمُسِيءَ بِإِسَاءَتِهِ، يَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015