وَقَوْلُهُ: {يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة: 258] يَقُولُ يُحْيِي مَا يَشَاءُ مِنَ الْخَلْقِ بِأَنْ يُوجِدَهُ كَيْفَ يَشَاءُ، وَذَلِكَ بِأَنْ يُحْدِثَ مِنَ النُّطْفَةِ الْمَيْتَةِ حَيَوَانًا بِنَفْخِ الرَّوْحِ فِيهَا مِنْ بَعْدِ تَارَاتٍ يُقَلِّبُهَا فِيهَا، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنَ الْأَشْيَاءِ، وَيُمِيتُ مَا يَشَاءُ مِنَ الْأَحْيَاءِ بَعْدَ الْحَيَاةِ -[385]- بَعْدَ بُلُوغِهِ أَجَلَهُ فَيُفْنِيهِ {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 120] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ذُو قُدْرَةٍ، لَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ شَيْءٌ أَرَادَهُ، مِنْ إِحْيَاءٍ وَإِمَاتَةٍ، وَإِعْزَازٍ وَإِذْلَالٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ