وقوله: فلولا إذا بلغت الحلقوم يقول تعالى ذكره: فهلا إذا بلغت النفوس عند خروجها من أجسادكم أيها الناس حلاقيمكم وأنتم حينئذ تنظرون يقول ومن حضرهم منكم من أهليهم حينئذ إليهم ينظر، وخرج الخطاب هاهنا عاما للجميع، والمراد به: من حضر الميت من أهله وغيرهم

وَقَوْلُهُ: {فَلَوْلَا إِذَا بَلْغَتِ الْحُلْقُومَ} [الواقعة: 83] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَهَلَّا إِذَا بَلْغَتِ النُّفُوسُ عِنْدَ خُرُوجِهَا مِنْ أَجْسَادِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ حَلَاقِيمَكُمْ {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} [الواقعة: 84] يَقُولُ وَمَنْ حَضَرَهُمْ مِنْكُمْ مِنْ أَهْلِيهِمْ حِينَئِذٍ إِلَيْهِمْ يَنْظُرُ، وَخَرَجَ الْخِطَابُ هَاهُنَا عَامًّا لِلْجَمِيعِ، وَالْمُرَادُ بِهِ: مَنْ حَضَرَ الْمَيِّتَ مِنْ أَهْلِهِ وَغَيْرِهِمْ وَذَلِكَ مَعْرُوفٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ وَهُوَ أَنْ يُخَاطَبَ الْجَمَاعَةُ بِالْفِعْلِ، كَأَنَّهُمْ أَهْلُهُ وَأَصْحَابُهُ، وَالْمُرَادُ بِهِ بَعْضُهُمْ غَائِبًا كَانَ أَوْ شَاهِدًا، فَيَقُولُ: قَتَلْتُمْ فُلَانًا، وَالْقَاتِلُ مِنْهُمْ وَاحِدٌ، إِمَّا غَائِبٌ، وَإِمَّا شَاهِدٌ وَقَدْ بَيَّنَّا نَظَائِرَ ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِنَا هَذَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015