حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ -[173]- فِي قَوْلِ اللَّهِ: {بِحُسْبَانٍ} [الرحمن: 5] قَالَ: «كَحُسْبَانِ الرَّحَا» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَاهُ: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَجْرِيَانِ بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ، لِأَنَّ الْحُسْبَانَ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: حَسَبْتُهُ حِسَابًا وَحُسْبَانًا، مِثْلَ قَوْلِهِمْ: كَفَرْتُهُ كُفْرَانًا، وَغَفَرْتُهُ غُفْرَانًا وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ جَمْعُ حِسَابٍ، كَمَا الشُّهْبَانُ: جَمْعُ شِهَابٍ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِيمَا رُفِعَ بِهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: رُفِعَا بِحُسْبَانٍ: أَيْ بِحِسَابٍ، وَأَضْمَرَ الْخَبَرَ، وَقَالَ: وَأَظُنُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ قَالَ: يَجْرِيَانِ بِحِسَابٍ، وَقَالَ بَعْضُ مَنْ أَنْكَرَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْهُمْ: هَذَا غَلَطٌ، بِحُسْبَانٍ يُرَافِعُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ: أَيْ هُمَا بِحِسَابٍ قَالَ: وَالْبَيَانُ يَأْتِي عَلَى هَذَا: عَلَّمَهُ الْبَيَانَ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ بِحُسْبَانٍ؛ قَالَ: فَلَا يُحْذَفُ الْفِعْلُ وَيُضْمَرُ إِلَّا شَاذًّا فِي الْكَلَامِ