وَقَوْلُهُ: {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ} [القمر: 44] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَيَقُولُ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارُ مِنْ قُرَيْشٍ: نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ مِمَّنْ قَصَدَنَا بِسُوءٍ وَمَكْرُوهٍ، وَأَرَادَ حَرْبَنَا -[157]- وَتَفْرِيقَ جَمْعِنَا، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} [القمر: 45] يَعْنِي جَمْعَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] يَقُولُ: وَيُوَلُّونَ أَدْبَارَهُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ عَنِ انْهِزَامِهِمْ عَنْهُ وَقِيلَ: الدُّبُرُ فَوَحَّدَ وَالْمُرَادُ بِهِ الْجَمْعَ كَمَا يُقَالُ ضَرَبْنَا مِنْهُمُ الرَّأْسَ: أَيْ ضَرَبْنَا مِنْهُمُ الرُّءُوسَ: إِذْ كَانَ الْوَاحِدُ يُؤَدِّي عَنْ مَعْنَى جَمْعِهِ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ صَدَقَ وَعْدَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ فَهَزَمَ الْمُشْرِكِينَ بِهِ مِنْ قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَوَلُّوهُمُ الدُّبُرَ