القول في تأويل قوله تعالى: ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم يقول تعالى ذكره: ولله ملك ما في السموات وما في الأرض من شيء، وهو يضل من يشاء، وهو أعلم بهم

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَلِلَّهِ} [البقرة: 115] مُلْكُ {مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} مِنْ شَيْءٍ، وَهُوَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا} يَقُولُ: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ عَصَوْهُ مِنْ خَلْقِهِ، فَأَسَاءُوا بِمَعْصِيَتِهِمْ إِيَّاهُ، فَيُثِيبُهُمْ بِهَا النَّارَ {وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31] يَقُولُ: وَلِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَطَاعُوهُ فَأَحْسَنُوا بِطَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ فِي الدُّنْيَا بِالْحُسْنَى وَهِيَ الْجَنَّةُ، فَيُثِيبُهُمْ بِهَا وَقِيلَ: عَنَى بِذَلِكَ أَهْلَ الشِّرْكِ وَالْإِيمَانِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015