وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطور: 23] قَالَ: «لَيْسَ فِيهَا لَغْوٌ وَلَا بَاطِلٌ، إِنَّمَا كَانَ اللَّغْوُ وَالْبَاطِلُ فِي الدُّنْيَا» وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطور: 23] فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ -[589]- قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ {لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطور: 23] بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ عَلَى وَجْهِ الْخَبَرِ، عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَأْسِ لَغْوٌ وَلَا تَأْثِيمٌ وَقَرَأَهُ بَعْضُ قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ (لَا لَغْوَ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمَ) نَصْبًا غَيْرَ مُنَونٍ عَلَى وَجْهِ التَّبْرِئَةِ وَالْقَوْلُ فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ، وَإِنْ كَانَ الرَّفْعُ وَالتَّنْوِينُ أَعْجَبُ الْقِرَاءَتَيْنِ إِلَيَّ لِكَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ بِهَا، وَأَنَّهَا أَصَحُّ الْمَعْنَيَيْنِ