القول في تأويل قوله تعالى: إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم يقول تعالى ذكره: إن الذين اتقوا الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه في جنات: يقول في بساتين ونعيم فيها، وذلك في الآخرة وقوله: فاكهين يقول: عندهم فاكهة

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [الطور: 18] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوُا اللَّهَ بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ، وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ فِي جَنَّاتٍ: يَقُولُ فِي بَسَاتِينَ وَنَعِيمٍ فِيهَا، وَذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ وَقَوْلُهُ: {فَاكِهِينَ} [الدخان: 27] يَقُولُ: عِنْدَهُمْ فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ، وَذَلِكَ نَظِيرُ قَوْلِ الْعَرَبِ لِلرَّجُلِ يَكُونُ عِنْدَهُ تَمْرٌ كَثِيرٌ: رَجُلٌ تَامِرٌ، أَوْ يَكُونَ عِنْدَهُ لَبَنٌ كَثِيرٌ، فَيُقَالُ: هُوَ لِابْنٌ، كَمَا قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

أَغَرَرْتَنِي وَزَعَمْتَ ... أَنَّكَ لِابْنٌ فِي الصَّيْفِ تَامِرٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015