القول في تأويل قوله تعالى: والسماء ذات الحبك إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك يقول تعالى ذكره: والسماء ذات الخلق الحسن وعنى بقوله: ذات الحبك: ذات الطرائق، وتكسير كل شيء: حبكه، وهو جمع حباك وحبيكة؛ يقال لتكسير الشعرة الجعدة: حبك؛ وللرملة إذا

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [الذاريات: 8] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْخَلْقِ الْحَسَنِ وَعَنَى بِقَوْلِهِ: {ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات: 7] : ذَاتِ الطِّرَائِقِ، وَتَكْسِيرُ كُلِّ شَيْءٍ: حَبْكُهُ، وَهُوَ جَمْعُ حِبَاكٍ وَحَبِيكَةٍ؛ يُقَالُ لِتَكْسِيرِ الشَّعَرَةِ الْجَعْدَةِ: حُبُكٌ؛ وَلِلرَّمْلَةِ إِذَا مَرَّتْ بِهَا الرِّيحُ السَّاكِنَةُ، وَالْمَاءُ الْقَائِمُ، وَالدِّرْعُ مِنَ الْحَدِيدِ لَهَا: حُبُكٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

كَأَنَّمَا جَلَّلَهَا الْحَوَّاكُ ... طِنْفِسَةً فِي وَشْيِهَا حِبَاكُ

أَذْهَبَهَا الْخُفُوقُ وَالدِّرَاكُ

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ أَلْفَاظُ قَائِلِيهِ فِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015