وَكَذَلِكَ الرُّفْقَةُ أَدْنَى مَا تَكُونُ ثَلَاثَةٌ، فَجَرَى كَلَامُ الْوَاحِدِ عَلَى صَاحِبَيْهِ، وَقَالَ: أَلَا تَرَى الشُّعَرَاءَ أَكْثَرَ قِيلًا يَا صَاحِبَيَّ يَا خَلِيلَيَّ، وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي عَلَى أُمِّ جُنْدُبِ ... نُقَضِّ لُبَانَاتِ الْفُؤَادِ الْمُعَذَّبِ
ثُمَّ قَالَ:
أَلَمْ تَرَ أَنِّي كُلَّمَا جِئْتُ طَارِفًا ... وَجَدْتُ بِهَا طِيبًا وَإِنْ لَمْ تَطَيَّبِ
فَرَجَعَ إِلَى الْوَاحِدِ، وَأَوَّلُ الْكَلَامِ اثَنَانِ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي بَعْضُهُمْ:
خَلِيلَيَّ قَوْمَا فِي عَطَالَةَ فَانْظُرَا ... أَنَارٌ تُرَى مِنْ ذِي أَبَانِينَ أَمْ بَرْقَا
وَبَعْضُهُمْ يَرْوِي: أَنَارًا نَرَى