وقوله: ذلك ما كنت منه تحيد يقول: هذه السكرة التي جاءتك أيها الإنسان بالحق هو الشيء الذي كنت تهرب منه، وعنه تروغ وقوله: ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد قد تقدم بياننا عن معنى الصور، وكيف النفخ فيه بذكر اختلاف المختلفين والذي هو أولى الأقوال عندنا فيه

وَقَوْلُهُ: {ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] يَقُولُ: هَذِهِ السَّكْرَةُ الَّتِي جَاءَتْكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ بِالْحَقِّ هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي كُنْتَ تَهْرُبُ مِنْهُ، وَعَنْهُ تَرُوغُ وَقَوْلُهُ: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ} [ق: 20] قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُنَا عَنْ مَعْنَى الصُّورِ، وَكَيْفَ النَّفْخُ فِيهِ بِذِكْرِ اخْتِلَافِ الْمُخْتَلِفِينَ وَالَّذِي هُوَ أَوْلَى الْأَقْوَالِ عِنْدَنَا فِيهِ بِالصَّوَابِ، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015