وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ الْقَوْلُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ تَقَدَّمَ إِلَى هَؤُلَاءِ الْأَعْرَابِ الَّذِينَ دَخَلُوا فِي الْمِلَّةِ إِقْرَارًا مِنْهُمْ بِالْقَوْلِ، وَلَمْ يُحَقِّقُوا قَوْلَهُمْ بِعَمَلِهِمْ أَنْ يَقُولُوا بِالْإِطْلَاقِ آمَنَّا دُونَ تَقْيِيدِ قَوْلِهِمْ بِذَلِكَ بِأَنْ يَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ أَمَرَهُمْ أَنْ يَقُولُوا الْقَوْلَ الَّذِي لَا يُشْكِلُ عَلَى سَامِعِيهِ وَالَّذِي قَائِلُهُ فِيهِ مُحِقٌّ، وَهُوَ أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا، بِمَعْنَى: دَخَلْنَا فِي الْمِلَّةِ وَالْأَمْوَالِ، وَالشَّهَادَةِ الْحَقِّ