وَقَوْلُهُ: {لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: 7] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي الْأُمُورَ بَآرَائِكُمْ وَيَقْبَلُ مِنْكُمْ مَا تَقُولُونَ لَهُ فَيُطِيعُكُمْ {لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: 7] يَقُولُ: لَنَالَكُمْ عَنَتٌ، يَعْنِي الشِّدَّةَ وَالْمَشَقَّةَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأُمُورِ بِطَاعَتِهِ إِيَّاكُمْ لَوْ أَطَاعَكُمْ لِأَنَّهُ كَانَ يُخْطِئُ فِي أَفْعَالِهِ كَمَا لَوْ قَبِلَ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَوْلَهُ فِي بَنِي الْمُصْطَلِقِ: إِنَّهُمْ قَدِ ارْتَدُّوا، وَمَنَعُوا الصَّدَقَةَ، وَجَمَعُوا الْجُمُوعَ لِغَزْوِ الْمُسْلِمِينَ، فَغَزَاهُمْ فَقَتَلَ مِنْهُمْ، وَأَصَابَ مِنْ دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ كَانَ قَدْ قَتَلَ، وَقَتَلْتُمْ مَنْ لَا يَحِلُّ لَهُ وَلَا لَكُمْ قَتْلُهُ، وَأَخَذَ وَأَخَذْتُمْ مِنَ الْمَالِ مَا لَا يَحِلُّ لَهُ وَلَكُمْ أَخْذُهُ مِنْ أَمْوَالِ قَوْمٍ مُسْلِمَيْنَ، فَنَالَكُمْ مِنَ اللَّهِ بِذَلِكَ عَنَتٌ {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ