الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرَجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 30] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَحْسِبُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ شَكٌّ فِي دِينِهِمْ، وَضَعْفٌ فِي يَقِينِهِمْ، فَهُمْ حَيَارَى فِي مَعْرِفَةِ الْحَقِّ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْأَضْغَانِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، فَيُبْدِيَهِ لَهُمْ وَيُظْهِرَهُ، حَتَّى يَعْرِفُوا نِفَاقَهُمْ، وَحَيْرَتَهُمْ فِي دِينِهِمْ {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ} [محمد: 30] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَوْ نَشَاءُ -[222]- يَا مُحَمَّدُ لَعَرَّفْنَاكَ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ حَتَّى تَعْرِفَهُمْ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: سَأُرِيكَ مَا أَصْنَعُ، بِمَعْنَى سَأُعَلِّمَكَ