وقوله: وأملى لهم يقول: ومد الله لهم في آجالهم ملاوة من الدهر، ومعنى الكلام: الشيطان سول لهم، والله أملى لهم. واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الحجاز والكوفة وأملى لهم بفتح الألف منها بمعنى: وأملى الله لهم وقرأ ذلك بعض أهل المدينة

وَقَوْلُهُ: {وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: 25] يَقُولُ: وَمَدَّ اللَّهُ لَهُمْ فِي آجَالِهِمْ مُلَاوَةً مِنَ الدَّهْرِ، وَمَعْنَى الْكَلَامِ: الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ، وَاللَّهُ أَمْلَى لَهُمْ. وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْحِجَازِ وَالْكُوفَةِ {وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: 25] بِفَتْحِ الْأَلْفِ مِنْهَا بِمَعْنَى: وَأَمْلَى اللَّهُ لَهُمْ وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ (وَأُمْلِيَ لَهُمْ) عَلَى وَجْهِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَقَرَأَ مُجَاهِدٌ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ (وَأُمْلِي) بِضَمِّ الْأَلْفِ وَإِرْسَالِ الْيَاءِ عَلَى وَجْهِ الْخَبَرِ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ وَأَوْلَى هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ بِالصَّوَابِ الَّتِي عَلَيْهَا عَامَّةُ قُرَّاءِ الْحِجَازِ وَالْكُوفَةِ مِنْ فَتْحِ الْأَلْفِ فِي ذَلِكَ، لِأَنَّهَا الْقِرَاءَةُ الْمُسْتَفِيضَةُ فِي قَرَأَةِ الْأَمْصَارِ، وَإِنْ كَانَ يَجْمَعُهَا مَذْهَبٌ تَتَقَارَبُ مَعَانِيهَا فِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015