يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: صِفَةُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَهَا الْمُتَّقُونِ، وَهُمُ الَّذِينَ اتَّقَوْا فِي الدُّنْيَا عِقَابَهُ بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ، وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد: 15] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِي هَذِهِ الْجَنَّةِ الَّتِي: ذَكَرَهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ مُتَغَيِّرِ الرِّيحِ، يُقَالُ مِنْهُ: قَدْ أَسِنَ مَاءُ هَذِهِ الْبِئْرِ: إِذَا تَغَيَّرَتْ رِيحُ مَائِهَا فَأَنْتَنَتْ، فَهُوَ يَأْسَنُ أَسَنًا، وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَصَابَتْهُ رِيحٌ مُنْتِنَةٌ: قَدْ أَسِنَ فَهُوَ يَأْسَنُ وَأَمَّا إِذَا أَجَنَ الْمَاءُ وَتَغَيَّرَ، فَإِنَّهُ يُقَالُ لَهُ: أَسِنَ فَهُوَ يَأْسَنُ، وَيَأْسِنُ أُسُونًا، وَمَاءٌ آسِنٌ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد: 15] قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ