الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ} [محمد: 3] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هَذَا الَّذِي فَعَلْنَا بِهَذَيْنِ الْفَرِيقَيْنِ مِنْ إِضْلَالِنَا أَعْمَالَ الْكَافِرِينَ، وَتَكْفِيرِنَا عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، جَزَاءً مِنَّا لِكُلِّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ عَلَى فِعْلِهِ أَمَّا الْكَافِرُونَ فَأَضْلَلْنَا أَعْمَالَهُمْ، وَجَعَلْنَاهَا عَلَى غَيْرِ اسْتِقَامَةٍ وَهُدًى، بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا الشَّيْطَانَ فَأَطَاعُوهُ، وَهُوَ الْبَاطِلُ