حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، ثُمَّ قَرَأَ {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نَوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ} [هود: 15] وَقَرَأَ {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا} [الشورى: 20] وَقَرَأَ {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} [الإسراء: 18] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَقَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَذْهَبُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا " وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} [الأحقاف: 20] ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ {أَذْهَبْتُمْ} [الأحقاف: 20] بِغَيْرِ اسْتِفْهَامٍ، سِوَى أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ، فَإِنَّهُ قَرَأَهُ بِالِاسْتِفْهَامِ، وَالْعَرَبُ تَسْتَفْهِمُ بِالتَّوْبِيخِ، وَتَتْرُكُ الِاسْتِفْهَامِ فِيهِ، فَتَقُولُ: أَذَهَبْتَ فَفَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، وَذَهَبَتْ فَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ وَأَعْجَبُ الْقِرَاءَتَيْنِ إِلَيَّ تَرْكُ الِاسْتِفْهَامِ فِيهِ، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ، وَلِأَنَّهُ أَفْصَحُ اللُّغَتَيْنِ