وَقَوْلُهُ: {قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدِيَّ} [الأحقاف: 15] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ هَذَا الْإِنْسَانُ الَّذِي هَدَاهُ اللَّهُ لِرُشْدِهِ، وَعَرَفَ حَقَّ اللَّهِ عَلَيْهِ فِيمَا أَلْزَمَهُ مِنْ بِرِّ وَالِدَيْهِ {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} [النمل: 19] يَقُولُ: أَغْرِنِي بِشُكْرِ نِعْمَتِكَ الَّتِي أُنْعِمَتْ عَلَيَّ فِي تَعْرِيفِكَ إِيَّايَ تَوْحِيدِكَ وَهِدَايَتِكَ لِي لِلْإِقْرَارِ بِذَلِكَ، وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِكَ {وَعَلَى وَالِدِيَّ} [النمل: 19] مِنْ قَبْلِي، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ نِعَمِكَ عَلَيْنَا، وَأَلْهِمْنِي ذَلِكَ وَأَصْلُهُ مِنْ وَزِعْتُ الرَّجُلَ عَلَى كَذَا: إِذَا دَفَعْتُهُ عَلَيْهِ -[141]- وَكَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقُولُ فِي ذَلِكَ