ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ عَنْ، {أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] قَالَ: «بَقِيَّةٍ مِنْ عِلْمٍ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: الْأَثَارَةُ: الْبَقِيَّةُ مِنْ عِلْمٍ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَهِيَ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: أَثَرَ الشَّيْءَ أَثَارَةً، مِثْلَ سَمُجَ سَمَاجَةً، وَقَبُحَ قَبَاحَةً، كَمَا قَالَ رَاعِي الْإِبِلِ:
وَذَاتِ أَثَارَةٍ أَكَلَتْ عَلَيْهَا ... نَبَاتًا فِي أَكِمَّتِهِ قِفَارًا
يَعْنِي: وَذَاتِ بَقِيَّةٍ مِنْ شَحْمٍ، فَأَمَّا مَنْ قَرَأَهُ (أَوْ أَثَرَةٍ) فَإِنَّهُ جَعَلَهُ أَثَرَةً مِنَ الْأَثَرِ، كَمَا قِيلَ: قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ