وقوله: إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون يقول تعالى ذكره: إن في تسخير الله لكم ما أنبأكم أيها الناس أنه سخره لكم في هاتين الآيتين لآيات يقول: لعلامات ودلالات على أنه لا إله لكم غيره، الذي أنعم عليكم هذه النعم، وسخر لكم هذه الأشياء التي لا يقدر على

وَقَوْلُهُ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٌ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الرعد: 3] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ فِي تَسْخِيرِ اللَّهِ لَكُمْ مَا أَنْبَأَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّهُ سَخَّرَهُ لَكُمْ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ {لَآيَاتٌ} [البقرة: 164] يَقُولُ: لَعَلَامَاتٌ وَدِلَالَاتٌ عَلَى أَنَّهُ لَا إِلَهَ لَكُمْ غَيْرُهُ، الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ هَذِهِ النِّعَمَ، وَسَخَّرَ لَكُمْ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ الَّتِي لَا يَقْدِرُ عَلَى تَسْخِيرِهَا غَيْرُهُ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ وَحُجَجِهِ وَأَدِلَّتِهِ، فَيَعْتَبِرُونَ بِهَا وَيَتَّعِظُونَ إِذَا تَدَبَّرُوهَا، وَفَكَّرُوا فِيهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015