القول في تأويل قوله تعالى: ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم يقول تعالى ذكره: الوادي السائل من صديد أهل جهنم، لكل كذاب ذي إثم بربه، مفتر عليه يسمع آيات الله تتلى عليه يقول: يسمع آيات كتاب الله

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الجاثية: 8]-[76]- يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: الْوَادِي السَّائِلُ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ جَهَنَّمَ، لِكُلِّ كَذَّابٍ ذِي إِثْمٍ بِرَبِّهِ، مُفْتَرٍ عَلَيْهِ {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ} [الجاثية: 8] يَقُولُ: يَسْمَعُ آيَاتِ كِتَابِ اللَّهِ تُقْرَأُ عَلَيْهِ {ثُمَّ يُصِرُّ} [الجاثية: 8] عَلَى كُفْرِهُ وَإِثْمِهِ فَيُقِيمُ عَلَيْهِ غَيْرَ تَائِبٍ مِنْهُ، وَلَا رَاجِعٍ عَنْهُ {مُسْتَكْبِرًا} [لقمان: 7] عَلَى رَبِّهِ أَنْ يُذْعِنَ لَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ {كَأَنْ لَمْ يَسْمَعُهَا} [لقمان: 7] يَقُولُ: كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْ مَا تُلِيَ عَلَيْهِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ بِإِصْرَارِهِ عَلَى كُفْرِهِ {فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [لقمان: 7] يَقُولُ: فَبَشِّرْ يَا مُحَمَّدُ هَذَا الْأَفَّاكَ الْأَثَيمَ الَّذِي هَذِهِ صِفَتُهُ بِعَذَابٍ مِنَ اللَّهِ لَهُ {أَلِيمٍ} [البقرة: 10] يَعْنِي مُوجِعٍ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015