القول في تأويل قوله تعالى: حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين قد تقدم بياننا في معنى قوله حم وأما قوله: تنزيل الكتاب من الله فإن معناه: هذا تنزيل القرآن من عند الله العزيز في انتقامه من أعدائه الحكيم في تدبيره

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ} قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ {حم} [غافر: 1] وَأَمَّا قَوْلُهُ: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ} [الزمر: 1] فَإِنَّ مَعْنَاهُ: هَذَا تَنْزِيلُ الْقُرْآنِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ {الْعَزِيزِ} [البقرة: 129] فِي انْتِقَامِهِ مِنْ أَعْدَائِهِ {الْحَكِيمِ} [البقرة: 32] فِي تَدْبِيرِهِ أَمْرَ خَلْقِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015