ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطُ، عَنِ السُّدِّيِّ، {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81] قَالَ: «لَوْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ كُنْتُ أَوَّلُ مَنْ عَبَدَهُ بِأَنَّ لَهُ وَلَدًا، وَلَكِنْ لَا وَلَدَ لَهُ» وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ، فَأَنَا أَوَّلُ الْآنِفِينَ ذَلِكَ، وَوَجَّهُوا مَعْنَى الْعَابِدِينَ إِلَى الْمُنْكِرِينَ الْآبِينَ، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: قَدْ عَبَدَ فُلَانٌ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ إِذَا أَنِفَ مِنْهُ وَغَضِبَ وَأَبَاهُ، فَهُوَ يَعْبَدُ عَبَدًا، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

أَلَا هَوِيَتْ أُمُّ الْوَلِيدِ وَأَصْبَحَتْ ... لِمَا أَبْصَرَتْ فِي الرَّأْسِ مِنِّي تَعَبَّدُ

-[657]- وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ:

مَتَى مَا يَشَأْ ذُو الْوُدِّ يَصْرِمْ خَلِيلَهُ ... وَيَعْبَدْ عَلَيْهِ لَا مَحَالَةَ ظَالِمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015