القول في تأويل قوله تعالى: إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين يقول تعالى ذكره إن المجرمين وهم الذين اجترموا في الدنيا الكفر بالله، فاجترموا به في الآخرة في عذاب جهنم خالدون يقول: هم فيه

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف: 75] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ} [الزخرف: 74] وَهُمُ الَّذِينَ اجْتَرَمُوا فِي الدُّنْيَا الْكُفْرَ بِاللَّهِ، فَاجْتَرَمُوا بِهِ فِي الْآخِرَةِ {فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [الزخرف: 74] يَقُولُ: هُمْ فِيهِ مَاكِثُونَ {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} [الزخرف: 75] يَقُولُ: لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَأَصْلُ الْفُتُورِ: -[648]- الضَّعْفُ {وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [الزخرف: 75] يَقُولُ: وَهُمْ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ مُبْلِسُونَ، وَالْهَاءُ فِي فِيهِ مِنْ ذِكْرِ الْعَذَابِ وَيُذْكَرُ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: «وَهُمْ فِيهَا مُبْلِسُونَ» وَالْمَعْنَى: وَهُمْ فِي جَهَنَّمَ مُبْلِسُونَ، وَالْمُبْلِسُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: هُوَ الْآيِسُ مِنَ النَّجَاةِ الَّذِي قَدْ قَنَطَ فَاسْتَسْلَمَ لِلْعَذَابِ وَالْبَلَاءِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015