وَقَوْلُهُ: {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} [الزخرف: 62] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَلَا يَعْدِلَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ عَنْ طَاعَتِي فِيمَا آمُرُكُمْ وَأَنْهَاكُمْ، فَتُخَالِفُوهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَتَجُورُوا عَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ فَتَضِلُّوا {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 168] يَقُولُ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ يَدْعُوكُمْ إِلَى مَا فِيهِ هَلَاكُكُمْ، وَيَصُدُّكُمْ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، لِيُورِدَكُمُ الْمَهَالِكَ، مُبِينٌ قَدْ أَبَانَ لَكُمْ عَدَاوَتَهُ، بِامْتِنَاعِهِ مِنَ السُّجُودِ لِأَبِيكُمْ آدَمَ، وَإِدْلِائِهِ بِالْغُرُورِ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ الْجَنَّةِ حَسَدًا وَبَغْيًا