وقوله: أم اتخذ مما يخلق بنات يقول جل ثناؤه موبخا هؤلاء المشركين الذين وصفوه بأن الملائكة بناته: اتخذ ربكم أيها الجاهلون مما يخلق بنات، وأنتم لا ترضون لأنفسكم، وأصفاكم بالبنين: يقول: وأخلصكم بالبنين، فجعلهم لكم وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا

وَقَوْلُهُ: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ} [الزخرف: 16] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مُوَبِّخًا هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ وَصَفُوهُ بِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ بَنَاتُهُ: اتَّخَذَ رَبُّكُمْ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ، وَأَنْتُمْ لَا تَرْضَوْنَ لِأَنْفُسِكُمْ، وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ: يَقُولُ: وَأَخْلَصَكُمْ بِالْبَنِينَ، فَجَعَلَهُمْ لَكُمْ {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا} [الزخرف: 17] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الْجَاعِلِينَ لِلَّهِ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا: يَقُولُ: بِمَا مَثَّلَ لِلَّهِ، فَشَبَّهَهُ شَبَهًا، وَذَلِكَ مَا وَصَفَهُ بِهِ مِنْ أَنَّ لَهُ بَنَاتٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015