وقوله: والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة يقول تعالى ذكره: والذين أجابوا لربهم حين دعاهم إلى توحيده، والإقرار بوحدانيته والبراءة من عبادة كل ما يعبد دونه وأقاموا الصلاة المفروضة بحدودها في أوقاتها وأمرهم شورى بينهم يقول: وإذا حزبهم أمر تشاوروا

وَقَوْلُهُ: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [الشورى: 38] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَالَّذِينَ أَجَابُوا لِرَبِّهِمْ حِينَ دَعَاهُمْ إِلَى تَوْحِيدِهِ، وَالْإِقْرَارِ بِوَحْدَانِيَّتِهِ وَالْبَرَاءَةِ مِنْ -[523]- عِبَادَةِ كُلِّ مَا يُعْبَدُ دُونَهُ {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 277] الْمَفْرُوضَةَ بِحُدُودِهَا فِي أَوْقَاتِهَا {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38] يَقُولُ: وَإِذَا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ تَشَاوَرُوا بَيْنَهُمْ {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [البقرة: 3] يَقُولُ: وَمِنَ الْأَمْوَالِ الَّتِي رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيُؤَدُّونَ مَا فَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحُقُوقِ لِأَهْلِهَا مِنْ زَكَاةٍ وَنَفَقَةٍ عَلَى مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ نَفَقَتُهُ وَكَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقُولُ: عَنَى بِقَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ} [الشورى: 38] الْآيَةَ الْأَنْصَارَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015