الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنِ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَهَذَا الَّذِي كَانَ مِنْكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ ظَنِّكُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ مِنْ قَبَائِحِ أَعْمَالِكُمْ وَمَسَاوِئِهَا، هُوَ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ فِي -[413]- الدُّنْيَا أَرْدَاكُمْ، يَعْنِي أَهْلَكَكُمْ. يُقَالُ مِنْهُ: أَرْدَى فُلَانًا كَذَا وَكَذَا: إِذَا أَهْلَكَهُ، وَرَدِيَ هُوَ: إِذَا هَلَكَ، فَهُوَ يَرْدَى رَدًى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى:
أَفِي الطَّوْفِ خِفْتِ عَلَيَّ الرَّدَى ... وَكَمْ مِنْ رَدٍ أَهْلَهُ لَمْ يَرِمْ
يَعْنِي: وَكَمْ مِنْ هَالِكٍ أَهْلَهُ لَمْ يَرِمْ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ