حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: ثنا أَبُو النَّضْرِ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} [فصلت: 10] قَالَ: «السَّابِرِيُّ بِسَابُورَ، وَالطَّيَالِسَةُ مِنَ الرِّيِّ» فِي قَوْلُهُ {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} [فصلت: 10] قَالَ: السَّابِرِيُّ مِنْ سَابُورَ، وَالطَّيَالِسَةُ مِنَ الرِّيِّ، وَالْحِبَرُ مِنَ الْيَمَنِ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّهُ قَدَّرَ فِي الْأَرْضِ أَقْوَاتَ أَهْلِهَا، وَذَلِكَ مَا يَقُوتُهُمْ مِنَ الْغِذَاءِ، وَيَصْلُحُهُمْ مِنَ الْمَعَاشِ، وَلَمْ يُخَصِّصْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} [فصلت: 10] أَنَّهُ قَدَّرَ فِيهَا قُوتًا دُونَ قُوتٍ، بَلْ عَمَّ الْخَبَرُ عَنْ تَقْدِيرِهِ فِيهَا جَمِيعَ الْأَقْوَاتِ، وَمِمَّا يَقُوتُ أَهْلُهَا مَا لَا يَصْلُحُهُمْ غَيْرُهُ مِنَ الْغِذَاءِ، وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالْمَطَرِ وَالتَّصَرُّفِ فِي الْبِلَادِ لِمَا خَصَّ بِهِ بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ، وَمِمَّا أَخْرَجَ مِنَ الْجِبَالِ مِنَ الْجَوَاهِرِ، وَمِنَ الْبَحْرِ مِنَ الْمَآكِلِ وَالْحُلِيِّ، وَلَا قَوْلَ فِي ذَلِكَ أَصَحُّ مِمَّا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: قَدَّرَ فِي الْأَرْضِ أَقْوَاتَ أَهْلِهَا، لِمَا وَصَفْنَا مِنَ الْعِلَّةِ وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} [فصلت: 10] لِمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ مِنَ الْخَبَرِ الَّذِي رَوَيْنَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ فَرَغَ مِنْ خَلَقِ الْأَرْضِ وَجَمِيعِ أَسْبَابِهَا وَمَنَافِعِهَا مِنَ الْأَشْجَارِ وَالْمَاءِ وَالْمَدَائِنِ وَالْعُمْرَانِ وَالْخَرَابِ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، أَوَّلُهُنَّ يَوْمُ الْأَحَدِ، وَآخِرُهُنَّ يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015