وقوله: وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله يقول تعالى ذكره: وما جعلنا لرسول ممن أرسلناه من قبلك الذين قصصناهم عليك، والذين لم نقصصهم عليك إلى أممها أن يأتي قومه بآية فاصلة بينه وبينهم، إلا بإذن الله له بذلك، فيأتيهم بها؛ يقول جل ثناؤه لنبيه:

وَقَوْلُهُ: {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [الرعد: 38] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا جَعَلْنَا لِرَسُولٍ مِمَّنْ أَرْسَلْنَاهُ مِنْ قَبْلِكَ الَّذِينَ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ، وَالَّذِينَ لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ إِلَى أُمَمِهَا أَنْ يَأْتِيَ قَوْمَهُ بِآيَةٍ فَاصِلَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لَهُ بِذَلِكَ، فَيَأْتِيهِمْ بِهَا؛ يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِنَبِيِّهِ: فَلِذَلِكَ لَمْ يُجْعَلْ لَكَ أَنْ تَأْتِيَ قَوْمَكَ بِمَا يَسْأَلُونَكَ مِنَ الْآيَاتِ دُونَ إِذْنِنَا لَكَ بِذَلِكَ، كَمَا لَمْ نَجْعَلْ لِمَنْ قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا إِلَّا أَنْ نَأْذَنَ لَهُ بِهِ {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ} [غافر: 78] يَعْنِي بِالْعَدْلِ، وَهُوَ أَنْ يُنَجِّيَ رُسُلَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُمْ {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} [غافر: 78] يَقُولُ: وَهَلَكَ هُنَالِكَ الَّذِينَ أَبْطَلُوا فِي قِيلِهِمُ الْكَذِبَ، وَافْتِرَائِهِمْ عَلَى اللَّهِ وَادِّعَائِهِمْ لَهُ شَرِيكًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015