حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ وَسَأَلَهُ، رَجُلٌ فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ، رَأَيْنَا طُيُورًا تَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ تَأْخُذُ نَاحِيَةَ الْغَرْبِ بِيضًا، فَوْجًا فَوْجًا، لَا يَعْلَمُ عَدَدَهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا كَانَ الْعَشِيُّ رَجَعَ مِثْلُهَا سُودًا، قَالَ: وَفَطِنْتُمْ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " إِنَّ تِلْكَ الطُّيُورَ فِي حَوَاصِلِهَا أَرْوَاحُ آلِ فِرْعَوْنَ يُعْرَضُونَ عَلَى النَّارِ غُدُوًّا وَعَشِيًّا، فَتَرْجِعُ إِلَى وُكُورِهَا وَقَدِ احْتَرَقَتْ رِيَاشُهَا، وَصَارَتْ سَوْدَاءً، فَتُنْبِتُ عَلَيْهَا مِنَ اللَّيْلِ رِيَاشٌ بِيضٌ، وَتَتَنَاثَرُ السُّودُ، ثُمَّ تَغْدُو، وَيُعْرَضُونَ عَلَى النَّارِ غُدُوًّا وَعَشِيًّا، ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى وُكُورِهَا، فَذَلِكَ دَأْبُهَا فِي الدُّنْيَا؛ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، قَالَ اللَّهُ {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] قَالُوا: وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهُمْ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ "

طور بواسطة نورين ميديا © 2015