القول في تأويل قوله تعالى: وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم يقول تعالى ذكره بقوله مخبرا عن قيل ملائكته: وقهم: اصرف عنهم سوء عاقبة سيئاتهم التي كانوا أتوها قبل توبتهم وإنابتهم، يقولون: لا تؤاخذهم بذلك، فتعذبهم به ومن

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [غافر: 9] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِ مَلَائِكَتِهِ: وَقِهِمُ: اصْرِفْ عَنْهُمْ سُوءَ عَاقِبَةِ سَيِّئَاتِهِمُ الَّتِي كَانُوا أَتَوْهَا قَبْلَ تَوْبَتِهِمْ وَإِنَابَتِهِمْ، يَقُولُونَ: لَا تُؤَاخِذْهُمْ بِذَلِكَ، فَتُعَذِّبُهُمْ بِهِ {وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ} [غافر: 9] يَقُولُ: وَمَنْ -[287]- تَصْرِفُ عَنْهُ سُوءَ عَاقِبَةِ سَيِّئَاتِهِ بِذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَدْ رَحِمْتَهُ، فَنَجَّيْتَهُ مِنْ عَذَابِكَ {وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111] لِأَنَّهُ مَنْ نَجَا مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ، وَذَلِكَ لَا شَكَّ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى السَّيِّئَاتِ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015