القول في تأويل قوله تعالى: فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون يقول تعالى ذكره: فعجل الله لهؤلاء الأمم الذين كذبوا رسلهم الهوان في الدنيا، والعذاب قبل الآخرة، ولم ينظرهم إذ عتوا عن أمر ربهم ولعذاب الآخرة أكبر يقول:

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 26] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَعَجِلَ اللَّهُ لِهَؤُلَاءِ الْأُمَمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا رُسُلَهُمُ الْهَوَانَ فِي الدُّنْيَا، وَالْعَذَابَ قِبَلَ الْآخِرَةِ، وَلَمْ يَنْظُرْهُمْ إِذْ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ} [الزمر: 26] يَقُولُ: وَلَعَذَابُ اللَّهِ إِيَّاهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِذَا أَدْخَلَهُمُ النَّارَ، فَعَذَّبَهُمْ بِهَا، أَكْبَرُ مِنَ الْعَذَابِ الَّذِي عَذَّبَهُمْ بِهِ فِي الدُّنْيَا، لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ؛ يَقُولُ: لَوْ عَلِمَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ مِنْ قُرَيْشٍ ذَلِكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015