وقوله: وسخر الشمس والقمر يقول تعالى ذكره: وسخر الشمس والقمر لعباده، ليعلموا بذلك عدد السنين والحساب، ويعرفوا الليل من النهار لمصلحة معاشهم كل يجري لأجل مسمى يقول: كل ذلك يعني: الشمس والقمر يجري لأجل مسمى يعني إلى قيام الساعة، وذلك إلى أن تكور

وَقَوْلُهُ: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} [الرعد: 2] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لِعِبَادِهِ، لِيَعْلَمُوا بِذَلِكَ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ، وَيَعْرِفُوا اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ لِمَصْلَحَةِ مَعَاشِهِمْ {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرعد: 2] يَقُولُ: {كُلُّ} [البقرة: 20] ذَلِكَ يَعْنِي: الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ {يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرعد: 2] يَعْنِي إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، وَذَلِكَ -[161]- إِلَى أَنْ تُكَوَّرَ الشَّمْسَ، وَتَنْكَدِرَ النُّجُومُ. وَقِيلَ: مَعْنَى ذَلِكَ: أَنَّ لِكُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنَازِلَ، لَا تَعْدُوهُ وَلَا تُقْصِرُ دُونَهُ {أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} [الزمر: 5] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلَا إِنَّ اللَّهَ الَّذِي فَعَلَ هَذِهِ الْأفَعَالَ وَأَنْعَمَ عَلَى خَلْقِهِ هَذِهِ النِّعَمَ هُوَ الْعَزِيزُ فِي انْتِقَامِهِ مِمَّنْ عَادَاهُ، الْغَفَّارُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ التَّائِبِينَ إِلَيْهِ مِنْهَا بِعَفْوِهِ لَهُمْ عَنْهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015