القول في تأويل قوله تعالى: فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم وما منا إلا له مقام معلوم يقول تعالى ذكره: فإنكم أيها المشركون بالله وما تعبدون من الآلهة والأوثان ما أنتم عليه بفاتنين يقول: ما أنتم على ما تعبدون من دون الله

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} [الصافات: 162] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {فَإِنَّكُمْ} [المائدة: 23] أَيُّهَا الْمُشْرِكُونَ بِاللَّهِ {وَمَا تَعْبُدُونَ} [الأنبياء: 98] مِنَ الْآلِهَةِ وَالْأَوْثَانِ {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] يَقُولُ: مَا أَنْتُمْ عَلَى مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ بِفَاتِنِينَ: أَيْ بِمُضِلِّينَ أَحَدًا {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 163] يَقُولُ: إِلَّا أَحَدًا سَبَقَ فِي عِلْمِي أَنَّهُ صَالِ الْجَحِيمِ وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ مَعْنَى {عَلَيْهِ} [البقرة: 37] فِي قَوْلِهِ: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] بِمَعْنَى بِهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015