وَمَسْكَنَتِكُمْ، قَالَ الَّذِينَ أَنْكَرُوا وَحْدَانِيَّةَ اللَّهِ وَعَبَدُوا مِنْ دُونِهِ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ: أَنُطْعِمُ أَمْوَالَنَا وَطَعَامَنَا مَنْ لَوِ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ؟ وَفِي قَوْلِهِ: {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يس: 47] وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مِنْ قِيلِ الْكُفَّارِ لِلْمُؤْمِنِينَ، فَيَكُونُ تَأْوِيلُ الْكَلَامِ حِينَئِذٍ: مَا أَنْتُمْ أَيُّهَا الْقَوْمُ فِي قِيلِكُمْ لَنَا: أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ عَلَى مَسَاكِينِكُمْ، إِلَّا فِي ذَهَابٍ عَنِ الْحَقِّ، وَجَوْرٍ عَنِ الرُّشْدِ مُبِينٍ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ وَتَدَبَّرَهُ، أَنَّهُ فِي ضَلَالٍ؛ وَهَذَا أَوْلَى وَجْهَيْهِ بِتَأْوِيلِهِ. وَالْوَجْهُ الْآخَرُ: أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ قِيلِ اللَّهِ لِلْمُشْرِكِينَ، فَيَكُونُ تَأْوِيلُهُ حِينَئِذٍ: مَا أَنْتُمْ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فِي قِيلِكُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ: أَنُطْعِمُ مَنْ لَوِ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ، إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، عَنْ أَنَّ قِيلَكُمْ ذَلِكَ لَهُمْ ضَلَالٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015