القول في تأويل قوله تعالى: الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الذين أدخلوا الجنة إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة أي ربنا الذي أنزلنا هذه الدار، يعنون الجنة؛ فدار المقامة: دار

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر: 35] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِ الَّذِينَ أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ} [فاطر: 35] أَيْ رَبُّنَا الَّذِي أَنْزَلَنَا هَذِهِ الدَّارَ، يَعْنُونَ الْجَنَّةَ؛ فَدَارُ الْمُقَامَةِ: دَارُ الْإِقَامَةِ الَّتِي لَا نَقْلَةَ مَعَهَا عَنْهَا، وَلَا تَحَوُّلَ؛ وَالْمِيمُ إِذَا ضُمَّتْ مِنَ الْمُقَامَةِ، فَهِيَ مِنَ الْإِقَامَةِ؛ فَإِذَا فُتِحَتْ فَهِيَ مِنَ الْمَجْلِسِ وَالْمَكَانِ الَّذِي يُقَامُ فِيهِ، قَالَ الشَّاعِرُ:

[البحر البسيط]

-[381]- يَوْمَانِ يَوْمُ مَقَامَاتٍ وَأَنْدِيَةٍ ... وَيَوْمُ سَيْرٍ إِلَى الْأَعْدَاءِ تَأْوِيبِ

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015