وَقَوْلُهُ: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} [فاطر: 32] يَقُولُ: فَمِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا، مَنْ يَظْلِمُ نَفْسَهُ بِرُكُوبِهِ الْمَآثِمَ، وَاجْتِرَامِهِ الْمَعَاصِيَ، وَاقْتِرَافِهِ الْفَوَاحِشَ {وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} [فاطر: 32] وَهُوَ غَيْرُ الْمَبَالِغِ فِي طَاعَةِ رَبِّهِ، وَغَيْرُ الْمُجْتَهِدِ فِيمَا أَلْزَمَهُ مِنْ خِدْمَةِ رَبِّهِ، حَتَّى يَكُونَ عَمَلُهُ فِي ذَلِكَ قَصْدًا {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] وَهُوَ الْمُبَّرَزُ الَّذِي قَدْ تَقَدَّمَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي خِدْمَةِ رَبِّهِ، وَأَدَاءِ مَا لَزِمَهُ مِنْ فَرَائِضِهِ، فَسَبَقَهُمْ بِصَالِحِ الْأَعْمَالِ، وَهِيَ الْخَيْرَاتُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 97] يَقُولُ: بِتَوْفِيقِ اللَّهِ إِيَّاهُ لِذَلِكَ