القول في تأويل قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد يقول تعالى ذكره: يا أيها الناس أنتم أولو الحاجة والفقر إلى ربكم، فإياه فاعبدوا، وفي رضاه فسارعوا، يغنكم من فقركم، وتنجح لديه حوائجكم والله هو الغني عن عبادتكم إياه

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ أُولُو الْحَاجَةِ وَالْفَقْرِ إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِيَّاهُ فَاعْبُدُوا، وَفِي رِضَاهُ فَسَارِعُوا، يُغْنِكُمْ مِنْ فَقْرِكُمْ، وَتَنْجَحْ لَدَيْهِ حَوَائِجُكُمْ {وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ} [فاطر: 15] عَنْ عِبَادَتِكُمْ إِيَّاهُ، وَعَنْ خِدْمَتِكُمْ، وَعَنْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَشْيَاءِ مِنْكُمْ وَمِنْ غَيْرِكُمْ {الْحَمِيدُ} [إبراهيم: 1] يَعْنِي: الْمَحْمُودُ عَلَى نِعَمِهِ، فَإِنَّ كُلَّ نِعْمَةٍ بِكُمْ وَبِغَيْرِكُمْ فَمِنْهُ، فَلَهُ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ بِكُلِّ حَالٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015