القول في تأويل قوله تعالى: وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون يقول تعالى ذكره: وما يعتدل البحران فيستويان، أحدهما عذب فرات؛

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [فاطر: 12] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا يَعْتَدِلُ الْبَحْرَانِ فَيَسْتَوِيَانِ، أَحَدُهُمَا عَذْبٌ فُرَاتٌ؛ وَالْفُرَاتُ: هُوَ أَعْذَبُ الْعَذْبِ، {وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [الفرقان: 53] يَقُولُ: وَالْآخَرُ مِنْهُمَا مِلْحٌ أُجَاجٌ، وَذَلِكَ هُوَ مَاءُ الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ؛ وَالْأُجَاجُ: الْمُرُّ، وَهُوَ أَشَدُّ الْمِيَاهِ مُلُوحَةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015