الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ، وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَقَدْ كَانَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الِانْصِرَافِ عَنْهُ، وَيَقُولُونَ {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} [الأحزاب: 13] عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ أَنْ لَا يُوَلُّوا عَدُوَّهُمُ الْأَدْبَارَ إِنْ لَقَوْهُمْ فِي مَشْهَدٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ، فَمَا أَوْفُوا بِعَهْدِهِمْ {وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا} يَقُولُ: فَيَسْأَلُ اللَّهُ ذَلِكَ مَنْ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ مِنْ نَفْسِهِ، وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ نَزَلَ فِي بَنِي حَارِثَةَ لِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِهِمْ فِي الْخَنْدَقِ بَعْدَ الَّذِي كَانَ مِنْهُمْ بِأُحُدٍ.