وقوله ولو دخلت عليهم من أقطارها يقول: ولو دخلت المدينة على هؤلاء القائلين إن بيوتنا عورة من أقطارها، يعني: من جوانبها ونواحيها، وأحدها: قطر، وفيها لغة أخرى: قتر، وأقتار؛ ومنه قول الراجز: إن شئت أن تدهن أو تمرا فولهن قترك الأشرا وقوله ثم سئلوا

وَقَوْلُهُ {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: وَلَوْ دُخِلَتِ الْمَدِينَةُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَائِلِينَ {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} [الأحزاب: 13] مِنْ أَقْطَارِهَا، يَعْنِي: مِنْ جَوَانِبِهَا وَنَوَاحِيهَا، وَأَحَدُهَا: قُطْرٌ، وَفِيهَا لُغَةٌ أُخْرَى: قُتْرٌ، وَأَقْتَارٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

[البحر الرجز]

إِنْ شِئْتَ أَنْ تُدْهِنَ أَوْ تَمْرَا ... فَوَلِّهِنِّ قَتْرَكَ الْأَشَرَّا

وَقَوْلُهُ {ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: ثُمَّ سُئِلُوا الرُّجُوعَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَى الشِّرْكِ {لَآتَوْهَا} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: لَفَعَلُوا وَرَجَعُوا عَنِ الْإِسْلَامِ وَأَشْرَكُوا. وَقَوْلُهُ {وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: وَمَا احْتَبَسُوا عَنْ إِجَابَتِهِمْ إِلَى الشِّرْكِ إِلَّا يَسِيرًا قَلِيلًا، وَلَأَسْرَعُوا إِلَى ذَلِكَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015