القول في تأويل قوله تعالى: أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز يقول تعالى ذكره: أولم ير هؤلاء المكذبون بالبعث بعد الموت والنشر بعد الفناء، أنا بقدرتنا نسوق الماء إلى الأرض اليابسة الغليظة التي لا نبات فيها؛ وأصله من قولهم: ناقة جرز: إذا كانت

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} [السجدة: 27] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَوَلَمْ يَرَ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبُونَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالنَّشْرِ بَعْدَ الْفَنَاءِ، أَنَّا بِقُدْرَتِنَا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْيَابِسِةِ الْغَلِيظَةِ الَّتِي لَا نَبَاتَ فِيهَا؛ وَأَصْلُهُ -[641]- مِنْ قَوْلُهِمْ: نَاقَةٌ جُرُزٌ: إِذَا كَانَتْ تَأْكُلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَكَذَلِكَ الْأَرْضُ الْجُرُوزُ: الَّتِي لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِهَا شَيْءٌ إِلَّا أَفْسَدَتْهُ نَظِيرَ أَكْلِ النَّاقَةِ الْجُرَازِ كُلَّ مَا وَجَدَتْهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلْإِنْسَانِ الْأَكُولِ: جُرُوزٌ، كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ:

[البحر الرجز]

خَبٌّ جُرُوزٌ وَإِذَا. .

وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّيْفِ إِذَا كَانَ لَا يُبْقِي شَيْئًا إِلَّا قَطَعَهُ: سَيْفٌ جُرَازٌ، فِيهِ لُغَاتٌ أَرْبَعٌ: أَرْضٌ جُرُزٌ، وَجُرْزٌ، وَجَرْزٌ وَجَرُزٌ، وَالْفَتْحُ لِبَنِي تَمِيمٍ فِيمَا بَلَغَنِي. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015